تصنيف اللغة

تنقسم اللغة الى :
1- كلمة بسيطة ( كاسماء الاجناس واسماء الاعلام والحروف ,اسماء الاجناس واسماء الاعلام : تدل على معان اسمية , والحروف تدل على معان حرفية )

2- كلمة مركبة ( مثل ضارب وضرب , ودارس وقرا , مادة تدل على معنى اسمي , وهيئة تدل على معنى حرفي )

3- هيئة تركيبية ( هيئات الجمل التامة او الجمل الناقصة , ايضا تدل على معان حرفية ), تقوم باكثر من كلمة ,

فالكلمة البسيطة : هي الكلمة الموضوعة بمادة حروفها وتركيبها الخاص ( بهيئتها) بوضع واحد للمعنى ( اذن عندي وضع واحد موضوعه لمعنى واحد , نعم بالمشتركات يوجد وضع اخر فتكون لمعنى اخر , لكن الكلام هنا بصورة عامة ), من قبيل اسماء الاجناس واسماء الاعلام والحروف ( اسماء الاجناس دال تدل على مدلول , وهذا المدلول هو معنى اسمي , اسماء الاعلام دال يدل على مدلول , مدلول اسماء الاعلام هو معنى اسمي , الحرف دال له مدلول , مدلوله هو المعنى الحرفي الذي هو النسبة او الربط بين كلمتين او بين جملتين ).


الكلمة المركبة : هي الكلمة التي يكون لهيئتها وضع ولمادتها وضع اخر من قبيل الفعل ( ضرب , فيكون لهيئة ضرب (على وزن الفعل ) وضع , ولمادة الفعل ( الضرب ) له وضع اخر , وعندما نقول لها وضع اي موضوعة لمعنى وهذا له وضع اخر اي لها معنى اخر , فالهيئة دال لها وضع والدال يدل على المدلول نضع الهيئة لمعنى وهذا المعنى الذي تدل عليه الهيئة هو معنى حرفي , والمعنى الذي تدل عليه المادة هو معنى اسمي ).

الهيئة التركيبية : وهي الهيئة التي تحصل بانضمام كلمة اخرى وتكون موضوعة لمعنى خاص ( وهذا المعنى الخاص معنى حرفي ).
..والهيئات (يقصد بها هيئة الكلمة المركبة والهيئة التركيبية ) والحروف ( وهي من الكلمات البسيطة ) عموماً لا تستقل معانيها ( اي مدلولاتها بنفسها , الهيئات والحروف دوال, وهنا تحدث عن معانيها , عن مدلولاتها ) بنفسها لانها من سنخ النسب والارتباطات ( والنسبة والارتباط لا تتحقق الا بوجود الطرفين )
ففي قولنا : السير الى مكة المكرمة واجب , تدل (الى ) على نسبة خاصة بين السير ومكة , حيث ان السير ينتهي بمكة (معنى (الى) الانتهاء و(في) تدل على الظرفية وهذا معروف لغة , ولكن الكلام في الاصول ليس بهذا المعنى اللغوي او التبادر العرفي او المعنى المتبادر , وانما في مرحلة اعمق لها علاقة  بما يترتب عليها من احكام , وسياتي الكلام انه لا يستطيع ان نبدل كلمة (الى ) بـ ( انتهاء ) او كلمة (في) بـ (الظرفية) , لا تعطي ذلك المعنى وهذا يدل على انها ليست مترادفة فهذا معنى حرفي يدل على الربط وعلى النسبة فلا يتصور الا بتصور الطرفين ) , وتدل هيئة مكة المكرمة على نسبة وصفية وهي كون (المكرمة) ( هناك تحدث عن مثال الحروف (الى ) وهنا مثال للهيئة ) وصفا لمكة وتدل هيئة جملة السير واجب ( مبتدا وخبر , هيئة جملة خبرية ) على نسبة خاصة بين السير وواجب ,  وهي ان الوجوب ثابت فعلا للسير.
والنسبة التي ( لاحظ ! تحدث اولاً عن الحرف واعطى مثال ( الى ) وتحدث عن هيئة تركيبية , اي تحدث عن هيئة الجملة الناقصة وهي الجملة الوصفية (مكة المكرمة) التي لا يصح السكوت عليها , وبعد ذلك اتى بهيئة جملة تامة ( السير واجب) يدل عليها الحرف غير كافية بمفردها لتكوين جملة تامة , ولهذا تسمى بالنسبة الناقصة ( لاحظ ! هذه فلسفة اللغة , الى هذا المعنى يرجع بانه عندما نقول ( نار في الموقد) ففي العربية عندما نقول ( في الموقد) خبر , فهذه غير تامة , فتصير ( نار في الموقد) جملة خبرية مبتدا وخبر ليس بصحيح لغة ولا يصح هذا الاعراب , وانما الخبر محذوف وهو (موجودة) فتقول ( نار في الموقد موجوده) فالخبر محذوف وليس الخبر (موقد) فـ (نار في الموقد) جملة غير تامة لا يصح السكوت عليها , فتحتاج الى خبر حتى تكون تامة ).
واما الهيئات فبعضها يدل على النسبة الناقصة كهيئة الجملة الوصفية ( فيكون حالها حال الحرف) وبعضها يدل على النسبة التي تتكون بها جملة تامة ( كما في السير واجب) وتسمى نسبة تامة , وذلك كهيئة الجملة الخبرية او هيئة الجملة الانشائية من قبيل زيد عالم وصم (والسير واجب).
ويصطلح اصولياً على التعبير
((بالمعنى الحرفي)) عن كل نسبة , سواء كانت مدلولة للحرف او لهيئة الجملة الناقصة او لهيئة الجملة التامة (او لهيئة الكلمة المركبة ) ,
(( وبالمعنى الاسمي)) عما سوى ذلك من المدلولات ( المعاني التي تدل عليها الكلمات البسيطة غير الحروف كالمعاني التي تدل عليها اسماء الاجناس واسماء الاعلام ومواد الكلمات المركبة كما في الافعال واسماء الفاعلين وغيرها ).

ويختلف المعنى الحرفي عن المعنى الاسمي في امور منها :
1- الاختلاف باللحاظ :
   ان المعنى الحرفي باعتباره نسبة وكل نسبة متقومة بطرفيها فلا يمكن ان يلحظ دائما الا ضمن لحاظ طرفي النسبة , واما المعنى الاسمي فيمكن ان يلحظ بصورة مستقلة .
2- الاختلاف بالايجادية والاخطارية :
   وقد ذهب المحقق النائيني الى التفرقة بين المعاني الحرفية والمعاني الاسمية بأن الاسمية اخطارية والحرفية ايجادية
   والمستفاد من ظاهر كلمات مقرري بحثه ان مراده بكون المعنى الاسمي اخطارياً, ان الاسم يدل على معنى ثابت في ذهن المتكلم في المرتبة السابقة على الكلام , وليس دور الاسم الا التعبير عن ذلك المعنى ,
وان مراده بكون المعنى الحرفي ايجادياً ان الحرف اداة للربط بين مفردات الكلام فمدلوله هو نفس الربط الواقع في مرحلة الكلام بين مفرداته , ولا يعبر عن معنى اسبق رتبة من هذه المرحلة , ومن هنا يكون الحرف موجداً لمعناه لان معناه ليس الا الربط الكلامي الذي يحصل به ( هذا ظاهر كلام او مبنى المحقق النائيني قدست نفسه الزكية )
( ويرد عليه )
وهذا المعنى من الايجادية للحرف واضح البطلان لان الحرف وان كان يوجد الربط في مرحلة الكلام ولكنه انما يوجد ذلك الربط بسبب دلالته على معنى (مسبق) , اي على الجانب النسبي والربطي في الصورة الذهنية ( في الذهن يوجد معنى نسبة ومعنى ربط بين المعنيين بين ( النار والموقد) مثلا وهو عبر عن هذا المعنى الذي هو موجود في الذهن قبل الكلام ) ونسبته ( الحرف) الى الربط القائم في الصورة الذهنية ( وانا في الذهن عندي صورة الموقد وصورة النار ) وعندي صورة الربط بينهما وصورة الموقد يقابلها لفظ الموقد وصورة النار يقابلها لفظ النار وصورة الربط بينهما يقابلهما لفظ من او الى او في اي الحرف على حد ربط الاسم بالمعاني الاسمية الداخلة في تلك الصورة فلا تصح التفرقة بين المعاني الاسمية والحرفية بالاخطارية والايجادية .

نعم هناك معنى اخر دقيق ولطيف لايجادية المعاني الحرفية تتميز به عن المعاني الاسمية تاتي الاشارة اليه في الحلقة الثالثة ان شاء الله