توقف الوضع على تصور المعنى

اقسام الوضع بلحاظ المعنى ويشترط في كل وضع يباشره الواضع ان يتصور الواضع المعنى الذي يريد ان يضع اللفظ له (كما يتصور اللفظ يتصور المعنى ) لان الوضع بمثابة الحكم على المعنى واللفظ , وكل حاكم لا بد له من استحضار موضوع حكمه عند جعل ذلك الحكم .
وتصور المعنى في حالتين :
تارة : يكون باستحضاره (اي استحضار صورته ) مباشرة .
واخرى : باستحضار عنوان منطبق عليه (اي صورة العنوان المنطبق عليه ) وملاحظته (العنوان) بما هو حاك عن ذلك المعنى وهذا الشرط ( اي تصور المعنى ) يتحقق في ثلاث حالات :

الاولى: ان يتصور الواضع معنى كلياً كالانسان ويضع اللفظ بازائه ويسمى بالوضع العام ( اي صورة اللفظ الى صورة معنى الانسان , وانا سأضع هذا لمعنى الانسان وهو عام , فهنا الوضع عام والموضوع له عام ) والموضوع له عام .ومثال هذه الحالة هي اسماء الاجناس .

الثانية: ان يتصور الواضع معنى جزئياً كزيد ويضع اللفظ بازائه ويسمى بالوضع الخاص والموضوع له الخاص ( عندي زيد جزئي ومعنى زيد الذي استحضره ايضا معنى جزئي , اضع اللفظ لهذا الجزئي صار الوضع جزئي والموضوع له ايضا هو لزيد الجزئي فالموضوع له جزئي ,فالوضع خاص والموضوع له خاص ).ومثال هذه الحالة الاعلام الشخصية .

الثالثة :ان يتصور الواضع عنواناً مشيراً الى فرده ويضع اللفظ بازاء الفرد الملحوظ من خلال ذلك العنوان المشير ويسمى بالوضع العام ( لان اللفظ وضعناه الى هذا العنوان العام , اذن الوضع عام , والموضوع له هو ذلك الفرد الخاص , اذن الوضع عام والموضوع له خاص ) والموضوع له خاص .مثال ذلك
لا استحضر صورة زيد انا عندي صورة زيد موجودة ولكن في الحكم لم استحضر صورة زيد وانما استحضرت صورة الانسان عنوان الانسان ووضعت له اللفظ .
وقلت : انسان كائن حي .
اذن وضعت لفظ الانسان لمعنى او لعنوان الانسان بما هو حاك عن زيد عن صورة زيد الحاكية عن زيد .
فصار عنوان الانسان او صورة الانسان وسيط وهذه الصورة تنطبق على زيد .
النتيجة : صورة لفظ الانسان اريد بها ان تكون موضوعه لمعنى زيد لصورة هذا الشخص لهذه المواصفات لصرة هذا الفرد (زيد) ولكن عند الوضع عندما اردت ان احكم وضعت صورة الانسان لمعنى الانسان اذن عندما حكمت بلفظ الانسان حكمت على صورة الانسان هنا عندي الانسان وزيد
 الانسان :عام.
زيد:خاص .
ومن تطبيقات الوضع عام والموضوع له خاص هي الحروف والماعني الحرفية (من ,الى , على ..) لا يكون لها وجود الا بوجود طرفيها مثال
النار في الموقد
الماء في النهر
وهذه الـ(في) كل واحدة منها تمثل معنى حرفي , ويمثل معنى الظرفية يوجد معنى حرفي هنا يمثل الظرفية ويوجد معنى حرفي هنا يمثل الظرفية وهنا وهنا وهنا ,استحضر صورة المعنى الحرفي للظرفية لكن هذا المعنى العام استحضر عنوان عام ينطبق على هذا وهذا واضع له (في)
اذن اتصور صورة (في) لهذا المعنى وهو ينطبق هنا وهنا واستعمل (في) في (النار في الموق) و(الماء في النهر) ...وهكذا

الرابعة:وهناك حالة رابعة لا يتوفر فيها الشرط المذكور (وهو تصور المعنى اذ لا يمكن ان نتصور الفريق من خلال تصور فرد منهم ) ويطلق عليها اسم الوضع الخاص والموضوع له العام وهي ان يتصور الفرد ويضع اللفظ لمعنى جامع (من خلال صورة هذا الفرد) وهذا مستحيل لان الفرد والخاص ليس عنوانا منطبقا على ذلك المعنى الجامع ليكون مشيرا اليه فالمعنى الجامع في هذه الحالة لا يكون مستحضراً بنفسه ولا بعنوان مشيراً اليه ومنطبق عليه .