ولسنا بعد ذلك بحاجة الى التأكيد على اهمية علم الاصول وخطورة دوره في عالم الاستنباط لانه ما دام يقدم لعملية الاستنباط عناصرها المشتركة ويضع لها نظامها العام ( كعلم المنطق الذي يعطي النظام العام والمنهج الصحيح والسليم لباقي العلوم ) فهو عصب الحياة فيها وبدون علم الاصول يواجه الفقيه في علم الفقه ركاما متناثراً من النصوص والادلة دون ان يستطيع استخدامها والاستفادة منهما في الاستنباط ,
مثال : كانسان يواجه ادوات النجارة ويعطى منشاراً وفاسا وما اليها من ادوات دون ان يملك افكاراً عامة عن عملية النجارة وطريقة استخدام الادوات وكما ان العناصر المشتركة ( التي تدرس في علم الاصول) ضرورية لعملية الاستنباط .
فكذلك العناصر الخاصة التي تختلف من مسالة الى اخرى ( بمجموعهما يكونان الاستدلال) كمفردات الايات والروايات المتناثرة فانها الجزء الضروري الاخر فيها ( يشير الى جزئية واساسية العناصر الخاصة هنا يعرج ويقول ليس علم الاصول فقط هو الشيء الرئيس والاساس وهو عصب الحياة في عملية الاستنباط ؟
لا ليس هذا فعملية الاستنباط هي ( الروح والجسد) فقلنا هنا الجسد بلا روح وايضا الروح بدون الجسد ايضا لا يكون لها وجود في هذا العالم عالم الطبيعيات وعالم الموجودات او لنقل في عالم التحقق الذي هو ضمن مداركنا , اذن حتى يتكون الانسان في هذا العالم الطبيعي وتحت المدارك لكل انسان يجب ان يتألف من الروح والجسد , اذن كما ان الاصول هو عصب ورئيس واساس كونه يمثل العناصر المشتركة , لكن عملية الاستدلال فيها عنصران ( العناصر المشتركة والعناصر الخاصة ) بمجموعهما يكون عندنا الاستدلال اضافة الى عمليات التفكير فهي تدخل في كل عالم ) فلا يكفي مجرد الاطلاع على العناصر المشتركة التي يمثلها علم الاصول ومن يحاول الاستنباط على اساس الاطلاع الاصولي فحسب نظير من يملك معلومات نظرية عامة عن عملية النجارة ولا يوجد لديه فأس ولا منشار ةما اليهما من ادوات النجارة فكما يعجز هذا عن صنع سرير خشبي مثلاً كذلك يعجز الاصولي عن الاستنباط اذا لم يفحص بدقة العناصر الخاصة , المتغيرة من مسالة الى اخرى .
(( فالعناصر المشتركة والعناصر الخاصة قطبان مندمجان في عملية الاستنباط ولا غنى للعملية (اي عملية الاستنباط ) عنهما معاً )).