المقارنة بين الجمل التامة والجمل الناقصة

لا شك في ان المعنى الموضوع له للجملة التامة يختلف عن المعنى الموضوع له للجملة الناقصة , لان الاولى اي الجملة التامة يصح السكوت عليها دون الثانية اي الجملة الناقصة وهذا الاختلاف يوجد له تفسيران :
1- احدهما مبني على ان المعنى الموضوع له هو المدلول التصديقي مباشرة كما اختاره السيد الخوئي تفريعاً على تفسيره للوضع بالتعهد وحاصله ان الجملة التامة في قولنا (( المفيد عالم)) (مبتدا وخبر) موضوعة لقصد الحكاية والاخبار عن ثبوت المحمول للموضوع ( عندما نقول موضوعة لقصد الحكاية والاخبار اذن الكلام في الدلالة التصديقية الثانية )والجملة الناقصة الوصفية في قولنا (( المفيد العالم )) (موصوف ووصف) موضوعة لقصد اخطار صورة هذه الحصة الخاصة ( اخطار افهام المعنى اذن الكلام في الدلالة التصديقية الاولى ).
والجواب على ذلك ما تقدم (ابطلنا نظرية التعهد اصلا وقلنا ان المعنى الموضوع له هو المدلول التصوري وليس المدلول التصديقي ) من ان المعنى الموضوع له غير المدلول التصديقي بل هو هو المدلول التصوري والمدلول التصوري للحروف والهيئات هو النسبة (وهذا اختلف القوم بعد ذلك وقالوا بقولين :
1- انه في المدلول التصوري نفس النسبة وفي المدلول التصديقي نميز بينهما .
2- وقول اخر قال المدلول التصوري يوجد فرق بين نسبتين نسبة تامة وهي نسبة غير اندماجية  نسبة غير اندكاكية نسبة غير تحليلية ) فلا بد من افتراض فرق بين نحوين من النسب احدهما : يكون مدلولاً للجملة التامة , والاخر مدلولاً للجملة الناقصة .

2-والتفسير الاخر ( هنا يتفرع بعد ان ابطل مبنى السيد الخوئي وبعد ابطال القول الذي يقول بان كل منهما موضوع لنسبة واحدة والفرق بينهما في مرحلة المدلول التصديقي هنا ياتي ويقول الفرق في مرحلة المدلول التصوري ) ان هيئة كلتا الجملتين موضوعة للنسبة ولكنها في احدهما اندماجية (اي تحليلية اندكاكية ناقصة )وفي الاخر غير اندماجية ( اي غير تحليلية غير اندكاكية تامة )
وكل جملة موضوعة للنسبة الاندماجية فهي ناقصة لانها تحول المفهومين الى مفهوم واحد وتصير الجملة في قوة كلمة واحدة ( اي تدل على معنى افرادي ونسبة اندماجية اندكاكية ولا يمكن تصور النسبة الا  بالتحليل والمؤونة ) وكل جملة موضوعة للنسبة غير الاندماجية فهي جملة تامة .

الخلاصة :
الكلام في الجملة التامة وفي الجملة الناقصة هو في الذهن ,

  • فاذا لاحظانا الجملة موجودة فعلا في الذهن ولاحظنا واعطينا لهذه النسبة لحاظ خاص كما لطرفيها لكل منهما لحاظ فهذه النسبة تامة منظور اليها بما هي نسبة لها لحاظ خاص.
  • اما اذا نظرنا النسبة مندكة في الاطراف ونظرنا للنسبة والطرفين في الذهن الصورة الذهنية للنسبة والطرفين هي صورة واحدة وهي معنى واحد فهي اندماجية وهذه في (زيد العالم) في الجمل الناقصة .