تحويل المجاز الى حقيقة

اذا استعمل الانسان كلمة الاسد مثلاً الموضوعة للحيوان المفترس في الرجل الشجاع فهذا استعمال مجازي .
وقد يحتال لتحويله الى استعمال حقيقي (قد يطرح هذه الفكرة ويتمسك بها ويدعي بان هذا الاستعمال هو استعمال حقيقي ) بأن يستعمله في الحيوان المفترس ويطبقه على الرجل الشجاع (اي في مرحلة لاحقه بعد ان استعمله في الحيوان المفترس) بافتراض انه مصداق للحيوان المفترس (تنزلاً افتراضاً) اذ بالامكان ان يفترض غير المصداق مصداقاً بالاعتبار والعناية (والاعتبار خفيف المؤونة )ففي هذه الحالة لا يوجد تجوز في الكلمة ( لاحظ ؟ بالاستعمال وضمن القوانين اللغوية ليس عندي مجاز , لان المجاز هو استعمال اللفظ في غير معناه الموضوع له لكن توجد مناسبة توجد مشابهة , فنحن لم نستعمل الاسد للدلالة على الرجل الشجاع او على ذلك المعنى الا لارادة الشبه بين الرجل الشجاع والاسد في الشجاعة , فعندما نقول زيد اسد اي نريد ان نقول زيد رجل شجاع , وهذا الاستعمال مجازي بلحاظ التشابه المذكور بينهما وهي الشجاعة ) لانها استعملت فيما وضعت له , وانما العناية في تطبيق مدلولها على غير مصداقه فهو ماجز عقلي لا لفظي .(ونسميه بالمجاز السكاكي)

نسمع في البحوث اللغوية وغيرها بــ(المجاز السكاكي) او مدرسة السكاكي , ودعواها رفض المجاز اللفظي او المجاز اللغوي وتدعي بان الاستعمال هو دائماً استعمال حقيقي , استعمال اللفظ في المعنى الموضوع له اي في المعنى الحقيقي,
اما ما يدعى من استعمال مجازي فهو ليس من استعمال اللفظ في ذلك المعنى غير الموضوع له اللفظ , وانما هو استعمال اللفظ في ما وضع له في المعنى الحقيقي ,
ولكننا بالعناية والتجوز نطبق ذلك المعنى على غيره في الخارج ادعاءاً وتنزيلاً وعناية .
الخلاصة :المجاز السكاكي او المجاز العقلي : هو ان اللفظ يستعمل في المعنى الموضوع له ولكن هذا المعنى يطبق على افراد اخرى غير افراده اي يوسع الافراد التي ينطبق عليها هذا العنوان , وهذه التوسعة ادعائية تنزيلية ,ادعائية عنائية .
والنتيجة : بان ادعاء هذه المدرسة لا يغطي لنا ما موجود واقعا ووجدانا ما في الخارج , ولا يفسر لنا ما موجود في الخارج من تطبيقات ومصاديق وعناوين تابعة للقانون اللغوي والى نظام المحاورة والافهام والتفهيم .

ومما يسجل على صاحب مدرسة السكاكي :
هو ان هذا المجاز لا يغطي كل ما موجود في القوانين وفي الوجدان وفي الاستعمالات الموجودة في اللغة او في النظام اللغوي .
وانه توجد معان ليس لها الا مصداق واحد .
مثال : لفظ الشمس والقمر لو قلنا بان الشمس موضوعة لهذا الجرم لهذا النير المشخص لهذا الكوكب المضيء والقمر وضع لهذا التابع لهذا الجرم , اذن ليس عندي عنوان كلي للشمس وليس عندي مصاديق الا هذه الشمس .
وليس للقمر مصاديق الا هذا المصداق ولا يمكن ان يتقبل مصاديق اخرى .
فهنا  لا استطيع ان ادعي واقول (زيد القمر) - طبعا بالحاظ جهة الجمال وجهة التمامية - او زيد شمس واقصد الاستعمال المجازي هنا بناء على مبنى السكاكي لان ليس عندي عنوان واعتبر هذه احد افراده .
*في العناوين الكلية ممكن القول بالمجاز العقلي , واما في العناوين الجزئية الشخصية لا يمكن تطبيق هذه القضية , اضافة الى محذورات اخرى .
عندما نجعل هذا وندعي هذا احد تلك الافراد كما في قضية (القمر)عندما ندعي ان هذا فرد من افراد القمر وربما ايضا يشكل بان الدوران والاستدارة التامة او المدور للقمر يعطي جمالية للقمر لكن نجعل هذا احد افراد القمر اي له ذلك الشكل الدائري او تلك الهيئة التي تم بها القمر وتدعي هذا ادعاء ذلك الفرد او ذلك المصداق او احد تلك المصاديق عندما ياخذ تلك الصفة فربما تلك الصفة والتمامية في الاستدارة ليست فيها جمالية او لا تحقق ذلك الهدف المرجو ,
فعنوان الاستدارة في القمر لا تعطي الجمالية عندما تقول (وجهك قمر) فالاستدارة في الوجه لا تعطي جمالية كما لا تعطي الاستدارة في القمر الجمالية وياتي تفصيله في مراحل لاحقه ان شاء الله